عشور العهد القديم؟

كان هناك ثلاثة عشور بمقتضى العهد القديم: 1- للاويين، 2- للأعياد، و3- للفقراء. وكانت هذه بتكليف من الناموس. والتاريخ المختصر سيساعدنا على فهم أهميتها.

هذه الحالة، كانت العشور هي عُشر من غنيمة حرب أُعطيت كشكر لله لأنه أعطى إبراهيم النصرة في المعركة (تكوين 14: 18-24). إلا أن هذه العشور كانت "طواعية". لذا لا تظهر هذه القصة على أنها حالة واضحة من العشور الإلزاميّة إذ أن ملكي صادق رفض العطية في البداية، وبما أن إبراهيم اعترض قائلًا إن العشور كانت نتيجة لنذر كان قد قطعه على نفسه. والنذور والعطاية الطواعية ليست "عشوراً" في حد ذاتها وتحكمها شرائع كتابيّة مختلفة حتى وإن كان مقدارها عُشر. لاحظ أن عشور يعقوب كانت طواعية أيضًا (تكوين 28: 22).

تعشير يوسف في تكوين 47: 23-24، 26، يُرى أيضًا على أنه أساس العشور التي وضعت بعد ذلك في الناموس. في هذه الحالة، فقد أعلن يوسف أن عُشرين (أي خُمس) سيُعطى لفرعون، بينما ذهب الباقي كله للشعب. لقد اتّبع يوسف مبدأ عامًا مشابهًا لما اتّبعه إبراهيم: أن العشور تُدفع على ما يزيده الله (من الماشية، والمحصول)، وليس على منتجات الحرفيين والتجارة. والأمر نفسه ينطبق على ناموس موسى.

كما ذكرنا بالفعل، تحت ناموس موسى في العهد القديم كان هناك ثلاثة أنواع مختلفة من العشور. البعض يرى أن هذه العشور تتداخل، ولكن آخرون مثلي يروهم منفصلين:

أول عشر: عشر اللاويين

أول عُشر كان يُعطى للاويين (عدد 18: 21). أعضاء سبط لاوي فقط هم من كان لهم حق اخذ هذا العُشر. وكان على اللاويين بدورهم أن يُعطوا عُشر من هذه العشور للكهنة (عدد 18: 25-28). بعكس العشور الأخرى أدناه، فقد حل هذا محل حق ميراث الأرض في إسرائيل ووفر المعيشة اللازمة للاويين والكهنة من نسل هارون من سبط لاوي. وهذه العشور كانت تُطبق في أرض الموعد فقط (تثنية 12: 19).

العُشر الثاني: عُشر الأعياد

العُشر الثاني الموصوف كان عُشر الأعياد (تثنية 16: 16). كل سنة، كان على إسرائيل أن تأتي بعشورها (بالجمع، تثنية 12: 6) لتضعها جانبًا "وتستهلكها" في العيد (تثنية 12: 18). اذًا، فالعُشر الأول مختلف عن العُشر الثاني، حيث أنه في تثنية 12: 18، أُعطي للفرد حق أكل العُشر (الثاني) المخصص كجزء من الاحتفال بالعيد. انظر تثنية 14: 22-26.

حتى تاريخ الكنيسة يسجل أنهما عُشرين مختلفين. ففي سجل تاريخ اليهود، للمؤرخ اليهودي يوسيفوس، نجد الجملة التالية: "ليُوخذ العشر من ثمركم، إلى جانب هذا الذي خصصتموه لإعطائه للكهنة واللاويين. يمكنكم أن تبيعوا هذا بكل تأكيد في البلد، ولكن يجب أن تستخدموه في تلك الأعياد والذبائح التي ستحتفلون بها في المدينة المقدسة: لأنه من الملائم أن تتمتعوا بثمار الأرض هذه التي يعطيكم الله لتمتلكوها (الكتاب الرابع، فصل 4، والمقطع 8).

العُشر الثالث: عُشر الفقراء

العُشر الثالث كان للفقراء (تثنية 14: 28-29). لدى الكنيسة إلزام بمساعدة الفقراء (تثنية 15: 11، يوحنا 12: 8، أعمال الرسل 20: 35، غلاطية 2: 10، 1 تيموثاوس 5: 3). ينبع هذا الالتزام من العهد القديم. فالرب يأمر مرتين (تثنية 14: 28، 26: 12-13) فيما يختص بالعشور التي يجب ادخارها وتوزيعها كل ثالث سنة. كان يجب أن يوضع هذا العُشر جانبًا بشكل محلي ويُخزن داخل كل مدينة (تثنية 14: 28، 26: 12) ليستخدمه اللاويين وفقراء المجتمع - الغريب، واليتيم، والأرملة.

إلى جانب ما ذُكر أعلاه فإن أركان الحقول والعنب الذي يسقطه العمال كان يُحفظ للفقراء (تثنية 24: 17، لاويين 19: 9-10). كما أنه سُمح للفقراء أيضًا أن يأكلوا من الأرض التي تستريح في السنة السابعة (لاويين 25: 1-7، تثنية 15: 1-11).

قال يوسيفوس: "إلى جانب هذين العشرين، الذين سبق وأن تكلمت عنهما، عليكم أن تدفعوا كل سنة، العُشر للاويين، والعُشر للأعياد، وعليكم أن تُحضروا كل ثالث سنة عُشر ثالث ليوزع على المحتاجين: النساء وكذلك الأرامل، والأطفال الأيتام" (الكتاب الرابع، الفصل 8، المقطع 22).

اعتبارات أخرى:

Nعدم دفع العشور كان في تدبير العهد القديم بمثابة "سرقة الله" (ملاخي3: 6-12). لقد كان انتهاكاً للعهد. اليوم يحتاج المسيحيون أن يسألوا أنفسهم إذا مازالوا تحت ناموس العهد القديم الطقسي المختص "بالعشور" (رومية 6: 14، 7: 4، 6، غلاطية 5: 8) أم أن عليهم أن "يعطوا" بفرح (2 كورنثوس 9: 7)؟

كانت الوصية لكنيسة العهد القديم أن تكون جماعة تتميز بالعطاء. كان عليهم أن يساعدوا، ويهتموا، ويحبوا الآخرين. وكنيسة العهد الجديد تقع تحت نفس التكليف. إلا أنه علينا أن نسأل، هل العشر ذا 10% هو من المتطلبات الكتابية تحت العهد الجديد؟ انظر "العشور في العهد القديم؟" و"العطاء كجزء من العبادة؟" أدناه.

روابط ذات صلة

العشور في العهد القديم؟
العطاء كجزء من العبادة؟